وحي الملك إلى الرسول
الوحي في هذه الحالة اتصال بين ملَك وبشر، لا بدَّ من أمرين: انخلاع النبي من الصورة البشرية للصورة الملكية، أو انخلاع الملَك من الصورة الملكية للصورة البشرية، وهذه الثانية أيسر من الأولى.
كيفية وحي الملك إلى الرسول:
وحي الملك إلى الرسول يكون بإحدى حالتين:
الأولى: أن يأتيه مثل صلصلة الجرس: وهو أشد على النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وهذه الحالة:
- يسمع فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- صوتًا مثل الصلصلة، ويسمعه الصحابة -رضي الله عنهم- مثل دوي النحل.
- أنها الأشد على النبي -صلى الله عليه وسلم-.
- يعرق فيها النبي عرقًا شديدًا.
- يثقل فيها جسم النبي ثقلًا شديدًا.
- يغط فيها النبي كغطيط النائم.
الثانية: أن يأتيه يأتي جبريل -عليه السلام- في صورة بشر: وهو أخف على النبي من الحالة السابقة، فيأتي الملك بصورة دحية الكلبي مثلاً.
وكلتا الحالتين مذكور فيما رُوِيَ عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أن الحارث بن هشام رضي الله عنه سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: “يا رسول الله.. كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “أحيانًا يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهو أشد عليَّ، فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال، وأحيانًا يتمثل لي المَلَكُ رجلًا فيكلمني فأعي ما يقول“.
وروت عائشة -رضي الله عنها- ما كان يصيب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من شدة فقالت: “ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقًا“.