منهج زيد بن ثابت في جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق
منهج زيد بن ثابت في جمع القرآن في عهد أبي بكر –رضي الله عنه-:
زيد بن ثابت -رضي الله عنه- كان ممن يحفظون القرآن كله في صدره, ومع ذلك كان القرآن كله مكتوبًا عنده، ومع هذا فلم يعتمد على محفوظه ولا على ما كتبه بيده، وذلك أن منهجه ليس جمع القرآن فقط، وإنما منهجه التوثيق والتثبت فيما يجمعه.
قال الزركشي -رحمه الله تعالى- عن زيد: “وتتبعه للرجال كان للاستظهار لا لاستحداث العلم”.
وقال ابن حجر -رحمه الله تعالى-: “وفائدة التتبع المبالغة في الاستظهار، والوقوف عند ما كتب بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم-“.
وقد بيَّن أبو بكر -رضي الله عنه- المنهج لهذا الجمع فقال لزيد ولعمر بن الخطاب -رضي الله عنها-: “اقعدوا على باب المسجد، فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه”، فقام عمر في الناس فقال: “من كان تلقى من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئًا من القرآن فليأتنا به”، وتحدث زيد بن ثابت عن المنهج الذي اتبعه، فقال: “فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال”.
دعائم منهج زيد في جمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-:
قام جمع زيد بن ثابت للقرآن الكريم في عهد أبي بكر -رضي الله عنه- على دعائم أربع:
- المكتوب من القرآن بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم-.
- المحفوظ من القرآن في صدور الرجال.
- عدم قبول شيءٍ من المكتوب من القرآن إلا بشهادة شاهدين على أن هذا المكتوب كُتب بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم-.
والغرض من ذلك كما قال ابن حجر -رحمه الله تعالى-: “وكان غرضهم أن لا يكتب إلا من عين ما كتب بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم- لا من مجرد الحفظ”.
- عدم قبول شيءٍ من المحفوظ من صدور الرجال إلا المتلقى من فم النبي -صلى الله عليه وسلم-.
فعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان ينادي: “من كان تلقى من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئًا من القرآن فليأتنا به”. ولم يقل من حفظ من القرآن شيئًا فليأتنا به.