منهج القرآن في تقرير الربوبية
المتأمل في تقرير القرآن لتوحيد الربوبية يرى أن القرآن الكريم سلك مسالك متعددة لتقرير الربوبية في النفوس، من هذه المسالك التي يستخدمها القرآن:
- مخاطبة الفطرة:
فالفطرة هي العامل الأساس الذي يؤكد في النفس حقيقة أن الله تعالى هو وحده الخالق والمدبر والمربي لهذا الكون جميعًا بكل ما فيه، انظر إلى قول الله: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ . أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ} [الطور: 35- 36]، وقوله: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الروم: 40]. - النظر والتفكر في الكون:
فالكون مليء بالآيات والدلائل التي تدل العبد على وجود الله تعالى، وعلى أنه سبحانه هو المدبر والمتصرف في هذا الكون بمن فيه، قال تعالى: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} [الأنعام: 75]، وقال:{إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ . وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ . وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [الجاثية: 3 – 5]. - تحريك القلوب والعقول بالأسئلة:
قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} [العنكبوت: 61]. - عدم إنكار أحد للربوبية:
من المسالك التي سكلها القرآن لتقرير الربوبية أنه لم ينكر أحد أن الله تعالى هو الخالق والمدبر والمتصرف في الكون، حتى إبليس لما طلب الخلود عرف أن الله هو وحده القادر على هذا فقال: {قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [ص: 79]، واعترف بأن الله هو الخالق فقال: {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [ص: 76].