مكانة جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق
مكانة جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-:
أجمعت عليه الأمة وتواترت على ما فيه، وأجمع الصحابة -رضي الله عنهم- على صحته وسلامته من الزيادة أو النقصان، وقبلوه واعتنوا به أشد العناية.
وقد زعم قوم أن أول من جمع القرآن الكريم هو علي -رضي الله عنه-.
واستدلوا بأمور ضعيفة، منها:
ما قيل أن عليًّا -رضي الله عنه- لما توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تخلف عن جمع القرآن.
قال الألوسي: فبعض طرقه ضعيفة، وبعضها موضوعة، وما صح من هذه الطرق فمحمول على الجمع في الصدر.
ويُرد عليهم: ما قاله علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “أعظم الناس أجرًا في المصاحف أبو بكر؛ فإنه أول من جمع ما بين اللوحين”.
وقيل: أول من جمع القرآن الكريم عمر -رضي الله عنه-.
وقيل: أول من جمعه سالم مولى أبي حذيفة، فإنه أقسم أن لا يرتدي برداء حتى يجمعه.
ويُرد عليهم: بأن كل ذلك محمول على ما حمل عليه جمع علي -رضي الله عنه-.
قال ابن حجر وغيره أن جمع علي -رضي الله عنه- كان حسب ترتيب النزول، فهذا فليس بجمع للقرآن وإنما هو كتاب في علوم القرآن، أو هي مصاحفهم الخاصة التي كانوا قد كتبوها بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم-.