• الرئيسة
  • الدورات

    دورات شبكة محتوى

    • كل الدورات
    • فوتوشوب من البداية للإحتراف
    • سلوك المُربي الإيجابي
    تعليم الفوتوشوب للمبتدئين

    تعليم الفوتوشوب للمبتدئين

    مجانية
    قراءة المزيد
  • أعمالنا
  • خدماتنا
  • المقالات
  • اتصل بنا
    • تسجيلدخول
    شبكة محتوى
    • الرئيسة
    • الدورات

      دورات شبكة محتوى

      • كل الدورات
      • فوتوشوب من البداية للإحتراف
      • سلوك المُربي الإيجابي
      تعليم الفوتوشوب للمبتدئين

      تعليم الفوتوشوب للمبتدئين

      مجانية
      قراءة المزيد
    • أعمالنا
    • خدماتنا
    • المقالات
    • اتصل بنا
    • تسجيلدخول

      علوم القرآن الكريم

      • الرئيسة
      • المقالات
      • علوم القرآن الكريم
      • جمع القرآن الكريم في عهد عثمان بن عفان

      جمع القرآن الكريم في عهد عثمان بن عفان

      • نشرت من قبل شبكة محتوى
      • فئات علوم القرآن الكريم
      • تاريخ 16 مارس، 2021
      • تعليقات 0 تعليق
      • Tags

      سبب جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان -رضي الله عنه-:
      حينما اتسعت رقعت البلاد الإسلامية بسبب الفتوحات، انتشر الصحابة -رضي الله عنهم- في هذه البلاد التي فتحوها؛ ليعلموا أهلها القرآن والدين، وكان كل صحابي يعلم القرآن بالحرف الذي تلقاه من الأحرف السبعة، فأهل الشام مثلاً يقرؤون بقراءة أُبيّ بن كعب -رضي الله عنه- فيأتون بما لم يسمع أهل الشام من هذا الحرف، وحدث الخلاف بين الصحابة في فتح أرمينية وأذربيجان عندما اجتمع جنود أهل العراق وأهل الشام وأخذ كل منهم يسمع قراءة الآخر، فأخذوا يُكفِّر بعضهم بعضًا. وشاهد حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- اختلاف الصحابة -رضي الله عنه- في القراءة، واعتقاد كل صحابي أن قراءته في الصواب وما عداها خطأ وتحريف، فأفزع هذا حذيفة -رضي الله عنه- فقال: “والله لأركبن إلى أمير المؤمنين” يعني: عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وكان عثمان قد وجد نحوًا من هذا الخلاف في المدينة, فقام خطيبًا وقال: “أنتم عندي تختلفون فيه فتلحنون، فمن نأى عني من الأمصار أشد فيه اختلافًا وأشد لحنًا، اجتمعوا يا أصحاب محمد، واكتبوا للناس إمامًا”.
      فلما جاءه حذيفة وأخبره بما حدث تحقق عند عثمان ما قاله وتوقعه.
      فقد روى البخاري في صحيحه قصة ذلك الجمع في حديث أَنَسِ بْنَ مَالِكٍ: أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ اليَمَانِ، قَدِمَ عَلَى عُثْمَانَ وَكَانَ يُغَازِي أَهْلَ الشَّأْمِ فِي فَتْحِ أَرْمِينِيَةَ، وَأَذْرَبِيجَانَ مَعَ أَهْلِ العِرَاقِ، فَأَفْزَعَ حُذَيْفَةَ اخْتِلاَفُهُمْ فِي القِرَاءَةِ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ لِعُثْمَانَ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، أَدْرِكْ هَذِهِ الأُمَّةَ، قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِفُوا فِي الكِتَابِ اخْتِلاَفَ اليَهُودِ وَالنَّصَارَى، فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى حَفْصَةَ: «أَنْ أَرْسِلِي إِلَيْنَا بِالصُّحُفِ نَنْسَخُهَا فِي المَصَاحِفِ، ثُمَّ نَرُدُّهَا إِلَيْكِ»، فَأَرْسَلَتْ بِهَا حَفْصَةُ إِلَى عُثْمَانَ.

      تاريخ جمع القرآن الكريم في عهد عثمان بن عفان -رضي الله عنه-:
      قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- كان جمع عثمان بن عفان للمصحف عام 24 وبداية عام 25.

      فكرة جمع القرآن الكريم في عهد عثمان بن عفان -رضي الله عنه-:
      لما رأى عثمان -رضي الله عنه- اختلاف الصحابة في قراءة القرآن، وأخبره حذيفة -رضي الله عنه- بما رأى من اختلاف للصحابة، استشار عثمان -رضي الله عنه- صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يفعله، فقد قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: “يا أيها الناس لا تغلوا في عثمان ولا تقولوا له إلا خيرًا في المصاحف.. فوالله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عن ملأ منا جميعًا، قال ما تقولون في هذه القراءة؟ فقد بلغني أن بعضهم يقول: إن قراءتي خير من قراءتك، وهذا يكاد أن يكون كفرًا، قلنا: فما ترى؟ قال: نرى أن نجمع الناس على مصحف واحد فلا تكون فرقة ولا يكون اختلاف. قلنا: فنعم ما رأيت.. قال علي: والله لو وليت لفعلت مثل الذي فعل”. رواه ابن أبي داود في المصاحف.

      اللجنة المختارة لجمع القرآن الكريم في عهد عثمان بن عفان -رضي الله عنه-:
      اختار عثمان -رضي الله عنه- لنسخ المصاحف لجنة مكونة من:
      زيد بن ثابت، وثلاثة من قريش: عبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام.
      وسيدنا عثمان -رضي الله عنه- تحرى الدقة في اختيار هذه اللجنة، فقد سأل الصحابة: من أكتب الناس؟ قالوا: كاتب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زيد بن ثابت، وسأل من أفصح الناس؟ قالوا: سعيد بن العاص، فقال عثمان: فليمل سعيد، وليكتب زيد”.

      المنهج المتبع في جمع القرآن الكريم في عهد عثمان بن عفان -رضي الله عنه-:
      بعد أن اتفق عثمان مع الصحابة -رضي الله عنهم- أجمعين على جمع القرآن على حرف سلك منهجًا فريدًا، وطريقًا سليمًا، أجمعت الأمة على سلامته ودقته.
      أولاً: بدأ عثمان -رضي الله عنه- بإعلام الصحابة -رضي الله عنهم- بأن خطب فيهم فقال: “أيها الناس عهدكم بنبيكم منذ ثلاث عشرة وأنتم تمترون في القرآن وتقولون: (قراءة أُبيّ) و(قراءة عبد الله) يقول الرجل: “والله ما تقيم قراءتك”!! فأعزم على كل رجل منكم ما كان من كتاب الله شيء لما جاء به، وكان الرجل يجيء بالورقة والأديم فيه القرآن حتى جمع من ذلك كثرة، ثم دخل عثمان فدعاهم رجلًا رجلًا فناشدهم، لسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو أملاه عليك؟ فيقول: نعم”. رواه ابن أبي داود في المصاحف.
      ثانيًا: اعتمد عثمان -رضي الله عنه- على النسخة المجموعة في عهد أبي بكر -رضي الله عنه- فطلب من حفصة بنت عمر أم المؤمنين -رضي الله عنهما- بأن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في ثم نعيدها إليكِ، فأرسلت حفصة الصحف إلى عثمان، والصحف  المجموعة في عهد أبي بكر -رضي الله عنه- جمعة على درجة عالية من الدقة والتوثيق.
      ثالثًا: كلف عثمان -رضي الله عنه- اللجنة المكونة من: زيد بن ثابت والقرشيين الثلاثة بنسخ المصاحف من المصحف المجموع في عهد أبي بكر -رضي الله عنه-، وَقَالَ عُثْمَانُ لِلرَّهْطِ القُرَشِيِّينَ الثَّلاَثَةِ: «إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيْءٍ مِنَ القُرْآنِ، فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ فَفَعَلُوا ذَلِكَ» أخرجه البخاري.
      رابعًا: عند تواتر أكثر من قراءة في آية واحدة تُرسم الآية خالية من العلامات التي تُقصرها على قراءة واحدة، فتُرسم برسم تحتمل القراءات التي فيها جميعًا، مثل:

      • {فَتَبَيَّنُوا} وتقرأ {فتثبتوا}.
      • {نُنشِزُهَا} وتُقرأ {ننشرها}.

      خامسًا: إذا رسم الآية لا يحتمل إلا قراءة واحدة، فيُكتب في كل مصحف ما يدل على قراءته، مثل:

      • {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ} وتُكتب  {وأوصى}.
      • {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} وتُكتب {سَارِعُوا}.

      سادسًا: بعد الانتهاء من نسخ المصاحف أرسل بها عثمان إلى الأمصار الإسلامية، ثم بعد ذلك نشط المسلمون في نسخ مصاحف للأفراد، وزيد بن ثابت كان في المدينة يتفرغ في رمضان من كل سنة لعرض مصاحف الأفراد، ومصحف أهل المدينة بين يديه.

      مزايا جمع القرآن الكريم في عهد عثمان بن عفان -رضي الله عنه-:

      امتاز جمع القرآن الكريم في عهد عثمان بن عفان -رضي الله عنه- للقرآن بعدة مزايا، منها:

      1. اقتصار هذا الجمع على حرف واحد من الأحرف السبعة، قال ابن القيم -رحمه الله تعالى-: “جمع عثمان -رضي الله عنه- الناس على حرف واحد من الأحرف السبعة التي أطلق لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القراءة بها لما كان ذلك مصلحة”.
      2. أهمل هذا الجمع المنسوخ تلاوة.
      3. اقتصار هذا الجمع على الثابت في العرضة الأخيرة، وأهمل غيره.
      4. روى ابن أبي داود في المصاحف، قال: “لما أراد عثمان أن يكتب المصاحف جمع له اثنى عشر رجلًا من قريش والأنصار فيهم أُبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت قال: فبعثوا إلى الربعة التي في بيت عمر فجيء بها، قال: وكان عثمان يتعاهدهم، فكانوا إذا تدارءوا في شيء أخروه، قال محمد: فقلت لكثير، وكان منهم فيمن يكتب: هل تدرون لم كانوا يؤخرونه؟ قال: لا، قال محمد فظننت ظنًا أنما كانوا يؤخرونها لينظروا أحدثهم عهدًا بالعرضة الأخيرة فيكتبونها على قوله”.
      5. اقتصار هذا الجمع على القراءات الثابتة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وإلغاء ما لم يثبت.
      6. رُتِّب في هذا الجمع الآيات والسور على ما هو موجود الآن.

      قال الحاكم في المستدرك: “إن جمع القرآن لم يكن مرة واحدة، فقد جمع بعضه بحضرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ثم جمع بعضه بحضرة أبي بكر الصديق، والجمع الثالث هو في ترتيب السور وكان في خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عثمان -رضي الله عنهم أجمعين-“.

      الفروق بين جمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر الصديق وفي عهد عثمان -رضي الله عنهما-:
      معنى الجمع يختلف من عهد لآخر، ففي عهد أبي بكر الصديق القرآن مفرقًا فجمع القرآن في مصحف واحد، قال المحاسبي: “كان ذلك بمنزلة أوراق وجدت في بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فيها القرآن منتشر، فجمعها جامع، وربطها بخيط حتى لا يضيع منها شيء”.
      فمعنى الجمع هنا ظاهر لا يحتاج إلى التفريق بينه وبين الجمع في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-.
      فالإشكال واللبس في جمع القرآن في عهد أبي بكر وعهد عثمان -رضي الله عنهما-، فكيف يأمر عثمان بجمع القرآن الكريم، وهو مجموع في عهد أبي بكر -رضي الله عنهما-؟
      قال القاضي أبو بكر في الانتصار: “المقصود في جمع عثمان غير المقصود في جمع أبي بكر، في جمع القرآن بين لوحين وإنما قصد جمعهم على القراءات الثابتة المعروفة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وإلغاء ما ليس كذلك”، وقال ابن التين وغيره: “الفروق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان أن جمع أبي بكر كان لخشية أن يذهب من القرآن شيء بذهاب حملته لأنه لم يكن مجموعًا في أي موضع واحد فجمعه في صحائف مرتبًا لآيات سوره على ما وقفهم عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وجمع عثمان كان لما كثر الاختلاف في وجوه القراءة حتى قرءوه بلغاتهم على اتساع اللغات؛ فأدى ذلك بعضهم إلى تخطئة بعض فخشي من تفاقم الأمر في ذلك فنسخ تلك الصحف في مصحف واحد مرتبًا لسوره، واقتصر من سائر اللغات على لغة قريش محتجًا بأنه نزل بلغتهم.

      ومن هذين النصين نستطيع أن نستخلص أهم الفروق وهي:

      • أن الباعث لجمع القرآن في عهد أبي بكر -رضي الله عنه- خشية أن يذهب شيء من القرآن بذهاب حفظته، وذلك حين استحر القتل بالقراء في حروب الردة، أما جمعه في عهد عثمان -رضي الله عنه- فلكثرة الاختلاف في وجوه القراءة.
      • أن جمع أبي بكر -رضي الله عنه- على الأحرف السبعة، أما جمعه في عهد عثمان فقد كان على حرف واحد.
      • أن جمع أبي بكر -رضي الله عنه- كان مرتب الآيات وفي ترتيب السور خلاف، أما جمع عثمان فقد كان مرتب الآيات والسور باتفاق.
      • أن الجمع في عهد أبي بكر –رضي الله عنه- بمعنى الجمع في مصحف واحد وأما الجمع في عهد عثمان –رضي الله عنه- فبمعنى نسخه في مصاحف متعددة.

      إنفاذ المصاحف في عهد عثمان بن عفان -رضي الله عنه-:
      بعد أن تمت عملية نسخ المصاحف من قِبل اللجنة المختارة، أمر عثمان بإرسال نسخ إلى الآفاق الإسلامية، وأرسل مع كل مصحف قارئ يقرأ بهذه القراءة، فبعث زيد بن ثابت بالمصحف المدني، وعبد الله بن السائب مع المصحف المكي، والمغيرة بن أبي شهاب مع المصحف الشامي، وأبا عبد الرحمن السلمي مع المصحف الكوفي، وعامر بن عبد القيس مع المصحف البصري، وأخذ التابعون من كل بلد قراءة إمامهم، وجلس عدد من التابعين لضبط القراءات، حتى صاروا أئمة يرحل إليهم.

      موقف الصحابة -رضوان الله عليهم- من جمع القرآن الكريم في عهد عثمان بن عفان -رضي الله عنه-:
      بعد أن تمت عملية نسخ المصاحف من قِبل اللجنة المختارة، أمر عثمان أن تحرق غير هذه المصاحف، وأرسل  إلى أهل الأمصار “إني قد صنعت كذا وكذا، ومحوت ما عندي فامحوا ما عندكم”.
      تلقى الصحابة -رضي الله عنهم- صنيع عثمان من إحراق المصاحف، وأجمعوا على صحته وسلامته، قال زيد بن ثابت: “فرأيت أصحاب محمد يقولون: أحسن والله عثمان، أحسن والله عثمان” غرائب القرآن للنيسابوري.
      قال مصعب بن سعد: “أدركت الناس متوافرين حين حرق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك، وقال: لم ينكر ذلك منهم أحد”. رواه ابن أبي داود في المصاحف.
      قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: “لا تقولوا في عثمان إلا خيرًا فوالله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عن ملأ منا”، وقال: “لو لم يصنعه عثمان لصنعته”. رواه ابن أبي داود في المصاحف.
      لم ينقل عن أحد من الصحابة خلاف، أو معارضة لصنيع عثمان -رضي الله عنه-.
      معارضة عبد الله بن مسعود: لابدَّ وأن نعلم أن معارضة عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- ليست بسبب حصول تقصير في الجمع أو نقص أو زيادة، وإنما المعارضة لعدم اختياره في لجنة نسخ المصاحف، قال عبد الله بن مسعود  -رضي الله عنه-: “أُعزل عن نسخ المصاحف وتولاها رجل والله لقد أسلمت وإنه لفي صلب رجل كافر”. تفسير القرطبي.
      قال ابن شهاب: “فبلغني أن ذلك كرهه من مقالة ابن مسعود رجال من أفاضل أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم”. أخرجه الترمذي.
      أبو بكر الأنباري ودفاعه عن اختيار زيد:
      قال أبو بكر الأنباري: ” الاختيار لم يكن لزيد.. إلا أن زيدًا حفظ القرآن كله وعاه كله في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو أحفظ من عبدالله بن مسعود.
      ولا يظن جاهل أن هذا فيه تقليل من شأن عبد الله بن مسعود؛ وحفظ زيد للقرآن ليس موجبًا لتقديمه على  عبدالله بن مسعود.
      وزيد بن ثابت كان زيد أحفظ للقرآن من أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- فهل معنى ذلك أنه خير منهما؟ ليس بخيرٍ منهما ولا مساويٍ لهما في الفضل، والمكانة.
      ما ظهر من عبد الله بن مسعود من معارضته فناتج عن الغضب، ولا يؤخذ به، ولا يُظن أنه -رضي الله عنه- بعد زوال الغضب عنه، قد قبل حسن اختيار عثمان للجنة نسخ المصاحف.
      قال الذهبي: ” ورد أن ابن مسعود قبِل وتابع عثمان ولله الحمد”.
      قال ابن كثير: ” روي عن عبد الله بن مسعود شيء من الغضب؛ لعدم اختياره من كتبة المصاحف إلى أن قال.. ثم رجع ابن مسعود إلى الوفاق”.
      وغضب عبدالله بن مسعود كان بسبب أن رأى استحقاقه لهذه المهمة، وأراد أن لا يفوت هذا الأجر العظيم في هذه المهمة العظيمة، فقد قال عن نفسه: «مَا نَزَلَتْ سُورَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ إِلا وَأَنَا أَعْلَمُ أَيْنَ نَزَلَتْ؟ وَمَا نَزَلَتْ آيَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ إِلا وَأَنَا أَعْلَمُ أَيْنَ نَزَلَتْ؟ وَلَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَحَدًا تَبْلُغُهُ الإِبِلُ أَعْلَمُ مِنِّي لأَتَيْتُهُ».

      اقتصار الصحابة على حرف واحد من الأحرف السبعة في جمع القرآن الكريم في عهد عثمان بن عفان -رضي الله عنه-:
      فإن قيل كيف جاز للصحابة ترك الأحرف الستة التي أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- قراءة القرآن بها واقتصروا على حرف واحد؟
      قيل: إن أمر النبي -صلى الله عليه وسلم-  للصحابة لم يكن على سبيل  الإيجاب والفرض، وإنما كان على سبيل الإباحة، فالواجب عليهم فعله هو أحد الأحرف السبعة، وهو ما يؤدون به الواجب, فإذا حفظوه ونقلوه فقد فعلوا ما وُجب عليهم.
      تعليل لابن القيم -رحمه الله تعالى- لجمع الناس على حرف واحد، قال: “فلما خاف الصحابة -رضي الله عنهم- على الأمة أن يختلفوا في القرآن ورأوا أن جمعهم على حرف واحد أسلم وأبعد من وقوع الاختلاف، فعلوا ذلك ومنعوا الناس من القراءة بغيره، وهذا كما لو كان للناس عدة طرق إلى البيت، وكان سلوكهم في تلك الطرق يوقعهم في التفرق والتشتيت ويطمع فيهم العدو, فرأى الإمام جمعهم على طريق واحد، فترك بقية الطرق جاز ذلك، ولم يكن فيه إبطال لكون تلك الطرق موصلة إلى المقصود، وإن كان فيه نهي عن سلوكه لمصلحة الأمة”. الطرق الحكمية في السياسة الشرعية – لابن القيم.

      عدد المصاحف التي أمر عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بنسخها:

      اختلف العلماء في عدد النسخ التي كتبها عثمان إلى أقوال:

      1. إن عدد النسخ أربع: قال أبو عمرو الداني: “العلماء أكثرهم على أن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- نسخ المصحف لأربع نسخ, وبعث كل نسخة في ناحية من النواحي، إلى الكوفة، البصرة، والشام، والمدينة” المقنع.
      2. إن عدد النسخ خمس: قال السيوطي: المشهور أن عدد نسخ المصاحف خمسة.
      3. إن عدد النسخ سبع: قال أبو حاتم السجستاني قال: عثمان بن عفان -رضي الله عنه- نسخ المصحف لسبع نسخ, حبس واحدة في المدينة، وأرسل النسخ الباقية إلى مكة،  والكوفة، والبصرة، والشام، واليمن، والبحرين”. رواه ابن أبي داود في المصاحف.
      4. إن عدد النسخ ثمان أو ست.

      خبر المصاحف في عهد عثمان بن عفان -رضي الله عنه-:

      • ذكر ابن جبير ت614هـ: عند زيارته لجامع دمشق رأى مصحف عثمان -رضي الله عنه- الذي أرسله لأهل الشام، موجود في المحراب في خزانة كبيرة، في الركن الشرقي من المقصورة الحديثة.
      • قال ابن بطوطة ت779هـ: عند زيارته أيضًا لجامع دمشق رأى مصحف عثمان -رضي الله عنه- الذي أرسله لأهل الشام.
      • قال ابن كثير 774هـ: عن المصاحف العثمانية التي أُرسلت للأمصار فأشهرها اليوم الذي بجامع دمشق في الشام، وقد كان في طبرية، ثم نقل منها إلى دمشق، وهو كتاب عظيم ضخم، مكتوب بخط حسن، في رق أظنه من جلود الإبل، والله أعلم.
      • ذكر ابن بطوطة: أنه رأى المصحف الذي أرسله عثمان -رضي الله عنه- إلى البصرة في مسجد علي -رضي الله عنه-، وهو المصحف الذي كان يقرأ فيه عثمان لما قتل، وموجود فيه أثر تغيير الدم في الورقة التي فيها قوله تعالى: {فَسَيَكْفِيكَهُمْ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}، وذكر ابن الجزري: أنه رأى مصحفًا في مصر.
      • ذكر الأستاذ محمد كرد: أن المصحف الشامي ظل موجودًا في الجامع الأموي عند أوائل القرن الرابع عشر الهجري. وقيل: إنه احترق؛ بسبب أن النار سرت إلى جذوع سقوف الجامع فالتهمتها في وقت يسير، فقال الناس إن من المحروق المصحف العثماني.
      • قيل: أن المصحف العثماني ظل وقتًا في حيازة قياصرة الروس في دار الكتب في لينينجراد ثم نقل بعد ذلك إلى إنجلترا.
      • قيل: أن خزائن الكتب والآثار في مصر بها مصاحف أثرية، ويقال: منها المصحف العثماني.
      • الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني شكك كثيرًا في وجود المصحف العثماني في خزائن الكتب والآثار في مصر، فقال: المصاحف الموجودة بها نقوش وزركشة وعلامات موضوعة للفصل بين السور، وأعشار القرآن، والمصاحف العثمانية كانت خالية من هذا.

      هل فقدان المصاحف العثمانية يقلل من ثقة تواتره؟
      فقدان المصاحف العثمانية لا يقلل من تواتره واستفاضته في نقل هذه المصاحف ثقة عن ثقة، وإنا على يقين كافٍ لا ريب فيه بخلو هذه المصاحف وسلامتها من الزيادة أو النقصان.
      قال المستشرق موير: “إن المصحف الذي جمعه عثمان قد تواتر واستفاض في نقله حتى وصل إلينا بدون تبديل أو تحريف”.
      وأيضًا: عند وصول المصاحف للأمصار نسخها عدد كبير من التابعين، وعرضوها على القراء الموجدين مع كل نسخة من المصاحف.
      فنستطيع القول: إنه لم يطرأ أي تبديل أو تغيير على الإطلاق في النسخ التي لا حصر لها، الموجودة والمتداولة في البلدان الإسلامية الكبيرة.

       

      المصادر:

      • فتح الباري – ابن حجر.
      • المصاحف – أبو داود.
      • البرهان في علوم القرآن – الزركشي.
      • مناهل العرفان – الزرقاني.
      • دراسات في علوم القرآن – محمد بكر إسماعيل.
      • دراسات في علوم القرآن – د. فهد الرومي.
      • المحرر في علوم القرآن – د. مساعد الطيار.
      المؤلف الرمزية
      شبكة محتوى

      الوظيفة السابقة

      تاريخ المصحف
      16 مارس، 2021

      مرحلة ما بعد القادم

      سبب جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان
      16 مارس، 2021

      قد ترغب أيضا

      حقيقة معارضة ابن مسعود لجمع عثمان
      16 مارس, 2021

      معارضة عبد الله بن مسعود لجمع القرآن في عهد عثمان بن عفان -رضي الله عنه-: لابدَّ وأن نعلم أن معارضة عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- ليست بسبب حصول تقصير في الجمع أو نقص أو زيادة، وإنما المعارضة لعدم …

      المصحف العثماني في مصر
      16 مارس, 2021

      المصحف العثماني في مصر: قيل: أن خزائن الكتب والآثار في مصر بها مصاحف أثرية، ويقال: منها المصحف العثماني. الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني شكك كثيرًا في وجود المصحف العثماني في خزائن الكتب والآثار في مصر، فقال: المصاحف الموجودة بها نقوش …

      المصحف العثماني في الشام
      16 مارس, 2021

      المصحف العثماني في الشام: ذكر ابن جبير ت614هـ: عند زيارته لجامع دمشق رأى مصحف عثمان -رضي الله عنه- الذي أرسله لأهل الشام، موجود في المحراب في خزانة كبيرة، في الركن الشرقي من المقصورة الحديثة. قال ابن بطوطة ت779هـ: عند زيارته …

      ترك الرد إلغاء الرد

      لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

      بحث

      test

      تصنيفات

      • العقيدة
      • الفقه
      • علم التجويد
      • علم التخريج
      • علم العلل
      • علم النحو
      • علم مصطلح الحديث
      • علوم القرآن الكريم

      أحدث الدورات

      فوتوشوب من البداية للاحتراف

      فوتوشوب من البداية للاحتراف

      مجانية
      Learn Python – Interactive Python Tutorial

      Learn Python – Interactive Python Tutorial

      $69.00
      تعلم برنامج الأفتر إيفيكت

      تعلم برنامج الأفتر إيفيكت

      مجانية
      • الرئيسة
      • الدورات

        دورات شبكة محتوى

        • كل الدورات
        • فوتوشوب من البداية للإحتراف
        • سلوك المُربي الإيجابي
        تعليم الفوتوشوب للمبتدئين

        تعليم الفوتوشوب للمبتدئين

        مجانية
        قراءة المزيد
      • أعمالنا
      • خدماتنا
      • المقالات
      • اتصل بنا

      حقوق النشر محفوظة لـ شبكة محتوى 2021 © .

      تسجيل الدخول

      فقدت كلمة المرور الخاصة بك ؟

      لست عضوا بعد ؟ سجل الآن

      تسجيل حساب جديد

      هل أنت عضو ؟ تسجيل الدخول الآن