المنهج المتبع في جمع القرآن الكريم في عهد عثمان بن عفان
المنهج المتبع في جمع القرآن الكريم في عهد عثمان بن عفان -رضي الله عنه-:
بعد أن اتفق عثمان مع الصحابة -رضي الله عنهم- أجمعين على جمع القرآن على حرف سلك منهجًا فريدًا، وطريقًا سليمًا، أجمعت الأمة على سلامته ودقته.
أولاً: بدأ عثمان -رضي الله عنه- بإعلام الصحابة -رضي الله عنهم- بأن خطب فيهم فقال: “أيها الناس عهدكم بنبيكم منذ ثلاث عشرة وأنتم تمترون في القرآن وتقولون: (قراءة أُبيّ) و(قراءة عبد الله) يقول الرجل: “والله ما تقيم قراءتك”!! فأعزم على كل رجل منكم ما كان من كتاب الله شيء لما جاء به، وكان الرجل يجيء بالورقة والأديم فيه القرآن حتى جمع من ذلك كثرة، ثم دخل عثمان فدعاهم رجلًا رجلًا فناشدهم، لسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو أملاه عليك؟ فيقول: نعم”. رواه ابن أبي داود في المصاحف.
ثانيًا: اعتمد عثمان -رضي الله عنه- على النسخة المجموعة في عهد أبي بكر -رضي الله عنه- فطلب من حفصة بنت عمر أم المؤمنين -رضي الله عنهما- بأن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في ثم نعيدها إليكِ، فأرسلت حفصة الصحف إلى عثمان، والصحف المجموعة في عهد أبي بكر -رضي الله عنه- جمعة على درجة عالية من الدقة والتوثيق.
ثالثًا: كلف عثمان -رضي الله عنه- اللجنة المكونة من: زيد بن ثابت والقرشيين الثلاثة بنسخ المصاحف من المصحف المجموع في عهد أبي بكر -رضي الله عنه-، وَقَالَ عُثْمَانُ لِلرَّهْطِ القُرَشِيِّينَ الثَّلاَثَةِ: «إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيْءٍ مِنَ القُرْآنِ، فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ فَفَعَلُوا ذَلِكَ» أخرجه البخاري.
رابعًا: عند تواتر أكثر من قراءة في آية واحدة تُرسم الآية خالية من العلامات التي تُقصرها على قراءة واحدة، فتُرسم برسم تحتمل القراءات التي فيها جميعًا، مثل:
- {فَتَبَيَّنُوا} وتقرأ {فتثبتوا}.
- {نُنشِزُهَا} وتُقرأ {ننشرها}.
خامسًا: إذا رسم الآية لا يحتمل إلا قراءة واحدة، فيُكتب في كل مصحف ما يدل على قراءته، مثل:
- {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ} وتُكتب {وأوصى}.
- {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} وتُكتب {سَارِعُوا}.
سادسًا: بعد الانتهاء من نسخ المصاحف أرسل بها عثمان إلى الأمصار الإسلامية، ثم بعد ذلك نشط المسلمون في نسخ مصاحف للأفراد، وزيد بن ثابت كان في المدينة يتفرغ في رمضان من كل سنة لعرض مصاحف الأفراد، ومصحف أهل المدينة بين يديه.