المد الأصلي
تعريفه:
وهو المسمى بالمد الطبيعي، الذي لا تقوم ذات حرف المد إلا به، ولا تستقيم الكلمة إلا بوجوده، ويكفي فيه وجود أحد حروف المد الثلاثة وليس قبلها أو بعدها سبب من أسباب المد الفرعي، كهمز أو سكون.
ضابطه: ألا يقع بعد حرف المد أو اللين همز ولا سكون، مثل: {قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِمْ مَّاذَا تَفْقِدُونَ}، {الَّذِى يُوَسْوِسُ}.
أسمائه ووجه كل تسمية:
- المد الأصلي، سمي بذلك لأصالته بالنسبة إلى غيره من المدود؛ وذلك لثبوته على حالة واحدة وهي مده حركتين فقط، ولأن ذات الحرف لا تقوم إلا به، ولعدم توقفه على سبب من أسباب المد الفرعي.
- المد الطبيعي، سمي بذلك لأن صاحب الطبيعة السليمة لا ينقصه عن حده ولا يزده عليه.
- المد الذاتي، سمي بذلك لأن ذات الحروف لا تقوم إلا به ولا تجتلب بدونه.
- مد الصيغة، سمي بذلك لأن صيغة حروف المد تُمد لكل القراء قدر مدها الطبيعي الذي لا تقوم ذاتها إلا به ولا توجد بعدمه لابتنائها عليه وهو مد الصوت بقدر النطق بحركتين.
مقدار مده: يمد بمقدار حركتين فقط.
أنواعه:
1. أن يكون حرف المد ثابتًا وصلاً ووقفًا:
- سواء كان متوسطًا مثل: {مَالِكِ}، {يُوصِيكُمْ}، {بِيَمِينِهِ}.
- أو متطرفًا مثل: {وَضُحَاهَا}، {قَالُوا}، {وَأُمْلِي}.
- وسواء كان ثابتًا في الرسم أو محذوفًا كما مُثِّل، ومن هذا النوع أيضًا الحروف الهجائية الخمسة الواقعة في فواتح السور، وجاءت على حرفين ثانيهما حرف مد، وقد جمعها صاحب التُّحفة في قوله: (حَيٌ طَهُرَ).
2. أن يكون حرف المد ثابتًا في الوقف دون الوصل:
- وذلك في الألفات المبدلة من التنوين المنصوب مثل: {عَلِيمًا حَكِيمًا}، في حالة الوقف.
- وكذلك الألفات التي عليها سكون مستطيل في مثل: {أَنَا نَذِيرٌ}، {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي}، {الظُّنُونَاْ}، {الرَّسُولا}، {السَّبِيلا} بالأحزاب، {كَانَتْ قَوَارِيرَا} وذلك في حالة الوقف.
- وكذلك المدود التي تحذف في حالة الوصل خشية التقاء الساكنين وتثبت في الوقف، مثال الألف: {وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ}، ومثال الياء: {وَمَا فِي الأَرْضِ}، ومثال الواو: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ}.
3. أن يكون حرف المد ثابتًا في الوصل دون الوقف، مثل: {إِنَّهُ ـُ هُوَ}، {بِهِ ـِ بَصِيرًا}، وهذا النوع من المد الأصلي يطلق عليه مدُّ الصِّلة وهو خاص بهاء الضمير، وعلامته: واو صغيرة بعد الهاء المضمومة وياء صغيرة بعد الهاء المكسورة.