الحديث المعنعن
قال ابن الملقن في التذكرة: هو ما أتي فيه بلفظة “عن”، كـ “فلان عن فلان”، وهو متصل إن لم يكن تدليس، وأمكن اللقاء.
وفي البيقونية: (معنعنٌ كعن سعيدٍ عن كَرَمْ).
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين: المعنعن مأخوذٌ من كلمة (عن) وهو: ما أُدي بصيغة عن، مثل أن يقول: عن نافع عن ابن عمر -رضي الله عنهما- ومثل أن يقول: حدثني فلان، عن فلان، عن فلان، عن فلان.
والمثال الذي ذُكِر في البيقونية هو (عن سعيد عن كرم) فيقول أروي هذا الحديث عن سعيد عن كرم، هذا هو المعنعن.
وهناك نوع آخر مثله وهو المؤنن، وهو ما روي بلفظ (أن)، مثل أن يقول: حدثني فلان أن فلانًا قال: أن فلانًا قال… إلخ.
وحكم المعنعن والمؤنن هو: الاتصال، إلا ممن عُرف بالتدليس، فإنه لا يُحكم باتصاله إلا بعد أن يُصرح بالسماع في موضع آخر. ومن ثم نحتاج إلى معرفة المدلسين، وذلك لكي تستطيع أن تعرف الحديث إذا جاء بلفظ (عن)، وكان عن مدلس فإنه لا يُحكم له بالاتصال، لأن المدلس قد يُسقط الراوي الذي بينه وبين المذكور تدليسًا، لأن الراوي الذي أسقطه قد يكون ضعيفًا في روايته، أو في دينه، فيُسقطه حتى يظهر السند بمظهر الصحيح، فهذا لا نحمله على الاتصال ونخشى من تدليسه، وهذا من احتياط أهل العلم لسنة النبي -صلى الله عليه وسلّم-، ومن نعمة الله تعالى على هذه الأمة حيث إنهم كانوا يتحرزون أشد التحرز فيما يُنسب إلى النبي -صلى الله عليه وسلّم-.